شوقى للحواديت ولسماع الحواديت ليس له حدود ، اشتاق لجلسة امام جدتنا وكل منا يطيل النظر اليها ونحن نضع ايدينا علي خدودنا. اسمع صوتها في اذنى ياولاد تعالوا نسمع حدوتة وكعادتى اقول جدتى والبنات لا فتضحك وتقول الاولاد والبنات تعالوا نسمع حدوتة . نجرى جميعاً حيث تجلس جدتى وتصفق هى معلنة بداية الحدوتة فلا تسمع لاحد منا اى صوت وتقول جدتى صلوا علي النبي فتصرخ حناجرنا اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
فتقول كان ياما كان في سالف العصر والأوان كان فيه أسد وانتم عارفين ان الاسد ايه نرد بصوت مرتفع ملك الغابة فتقول مرض الأسد ذات يوم و عجز عن الخروج من عرينه ليبحث عن طعامه فأعلن الى كل حيوانات الغابة أن الأسد مريض و على كل الحيوانات و الطير أن يرسل و احداً من أفراده لزيارته فهو امن من الاعتداء عليه و أن هذا الأمان وعد يضمنه شخصياً و هكذا توافدت حيوانات الغابة وطيورها يوماً بعد يوم على عرين الأسد لتزوره في مرضه و هى آمنة غير خائفة بعد أن كانت تهرب منه حتى عند اقترابه من أحدها و لا تجرؤ من الاقتراب من عرينه
فعلت ذلك كل الحيوانات و الطيور إلا الثعالب فقد قال ثعلب لصاحبه : آثار الاقدام كلها تدل على دخول الحيوانات والطيور عرين الاسد لكنها لاتدل على خروجها منه ياصديقي علينا أن نصدق ما تراه أعيننا لا ما تسمعه آذننا
اسرح في كلام جدتى واقول لها الله عليكي يا جدتى عندك حق فما لنا الا ما تراه اعيننا