Saturday, October 4, 2008

صدق ما تراه عيناك

شوقى للحواديت ولسماع الحواديت ليس له حدود ، اشتاق لجلسة امام جدتنا وكل منا يطيل النظر اليها ونحن نضع ايدينا علي خدودنا. اسمع صوتها في اذنى ياولاد تعالوا نسمع حدوتة وكعادتى اقول جدتى والبنات لا فتضحك وتقول الاولاد والبنات تعالوا نسمع حدوتة . نجرى جميعاً حيث تجلس جدتى وتصفق هى معلنة بداية الحدوتة فلا تسمع لاحد منا اى صوت وتقول جدتى صلوا علي النبي فتصرخ حناجرنا اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

فتقول كان ياما كان في سالف العصر والأوان كان فيه أسد وانتم عارفين ان الاسد ايه نرد بصوت مرتفع ملك الغابة فتقول مرض الأسد ذات يوم و عجز عن الخروج من عرينه ليبحث عن طعامه فأعلن الى كل حيوانات الغابة أن الأسد مريض و على كل الحيوانات و الطير أن يرسل و احداً من أفراده لزيارته فهو امن من الاعتداء عليه و أن هذا الأمان وعد يضمنه شخصياً و هكذا توافدت حيوانات الغابة وطيورها يوماً بعد يوم على عرين الأسد لتزوره في مرضه و هى آمنة غير خائفة بعد أن كانت تهرب منه حتى عند اقترابه من أحدها و لا تجرؤ من الاقتراب من عرينه

فعلت ذلك كل الحيوانات و الطيور إلا الثعالب فقد قال ثعلب لصاحبه : آثار الاقدام كلها تدل على دخول الحيوانات والطيور عرين الاسد لكنها لاتدل على خروجها منه ياصديقي علينا أن نصدق ما تراه أعيننا لا ما تسمعه آذننا
اسرح في كلام جدتى واقول لها الله عليكي يا جدتى عندك حق فما لنا الا ما تراه اعيننا

Wednesday, May 7, 2008

وثيقة جدتي

الناس زمان كانت بيوتهم كبيرة وقلوبهم كمان وكان بيت جدتى من تلك البيوت التى تضم كل أشكال العلاقات الإنسانية قرابه – صداقة . أرحام قريبة وبعيدة ، من يخدمون وكأنه من أهل البيت وقت الغداء الكل يجلس القريب والبعيد – أهل البيت وخدمه – لا فرق ولا تفرقة لذلك تعددت أغراض الحدوته وكان يلتبس علينا الأمر فيمن تقصده جدتى ... إلا أن
هذه الحدوته كانت وثيقة عمل لكل نساء البيت ... فكانت حلقة الحاضرين تتسع لتلك الحدوتة وتبدأها جدتى عادة كلما رأت خنوعا وضعفا فى إحداهن وإنصياعا لإوامر الرجل
سواء كان على حق أو باطل فتنهر ضعفهن وبصوتها الآسر نلمح قوته وإعتزازه من أول " صلى على النبى " ونشعر بأهمية تشجيعنا فنصرخ بحماس " اللهم صلى على النبى ... كان فى واحدة ست ودايما دايما كان فى واحدة ست هى أصل الحدوته أولها وأخرها سببها كان فى واحدة ست ... والست دى صحيح على قد حالها وجوزها يادوب بيقدر يمشى الحال .. لكنها كانت فى كل الأحوال راضية بل فى كثير من الأحيان مبسوطة وحامدة وشاكرة .. القليل فى إيدها كثير وبيرضيها والبيت الفاضى براح وبيكفيها ولمة الجيران ونس وعيون الولاد دفا وطبطبة الراجل أمان الدنيا كله . وروقان ضحكتها لم يعكره إلا بعد أمها عنها وعجزها أن ترعاها دون أن تثير مشاكل بينها وبين زوجها فرغم طيبته إلا إنه حينما تكون أمها هى الطلب فالرفض هو الجواب وتنقلب الطيبة تنمر والطبطبة مخالب تخمش رغبتها فى بر أمها فتخبئها وتتراجع ... مهادنة فتطلب أن يأخذ هو ثواب صلة الرحم وبر الوالدين ويكون همزة الوصل بينها وبين أمها ، فليذهب هو إن كان لا يريد لها الخروج .. فيوافق .. فتلين أكثر وتطمع فى كرمه الذى يعز كثيرا عندما يأتى الأمر إلى أمها فتطلب أن ترسل معه غدوه بسيطة فتثور ثائرته ويتهمها إنها إنما تهدر رزق أولاده وينفر الطبع السئ كعرق الغضب فى وجهه فلا ترى غيره ولا يعطيها الأمان .. فيعد عليها قطع اللحم قبل أن تسويها ويوم خبيزها يحصى قطع الأرغفة
ولان الكلام بينهما أصبح كالكرة المطاط التى كلما قذفتها ناحيته أرجعها إليها بكل قوته فقد قررت الأ تطيل حبال الصبر
أكثر من ذلك فليفعل ولتقتطع هى من القطعة قطعة ومن العجين عجينة ومن غدوة أولادها أكلة لأمها تسويها طاجن من اللحم وتضعة فى سبت صغير تحوطه الأرغفة وبعض من غسيل أمها ويحمله ليوصل أمانه على أنها من أحدى الجارات محذره إياه أن لا ينكسر ما فى السبت ... توالت مشاوير السبت وتعددت أعذاره من جاره ترسل تحيات من صنع يديها إلأى جارة ترسل طاجنها الفخار لتدخله الأم فى فرنها القديم لتزيده صلابه .. لكنه أبدا لم يعترض أو يختلق الأعذار لعدم الذهاب بل هو من كان يسعى للذهاب فقد كان يحن للراحة بين يدى الأم ينصت لفيض الدعوات التى يلهج بها لسانها فينسلت من قلبه كل شائبة كره أو بغض .. بل هو بالفعل يحبها ويخاف عليها .. هكذا همس لنفسه حتى جاء يوم قام من فوره يسعى لأمرأته يفك الأسر عنها ويسمح لها بالذهاب .. تهللت زوجته وسألته إن كان قد شعر بظلمه لأمها فأعترف أن نعم فسألته إن كان يغضب منها لو منعته من هذا الظلم فقال ليتك فعلت ... فصارحته وطالبته أن يحمد ربه وأنها قد فعلت كيت وكيت و ........ورغم ندمه أولا وتسليمه ثانيا فإن عينيه ظلت تشى أنه لا يأمن مكرها وأنه لابد يسترضيها ويرضيها فهى إن أرادت فلابد هى فاعلة
وأغلب الظن أن تلك الوثيقة من أفكار جدتى فهكذا كانت إن أرادت فعلت

Monday, April 7, 2008

لعله خير

دائماً ما كنت اذهب الي جدتي ابكى عن حظى العسر او ابكى ضياع فرصة كنت اعتمد عليها او انى اخفقت في الامتحان علي الرغم من المجهود الذي بذلته وكانت تستقبلنى بهدوئها وتقول لي لعله خير وكنت وقتها لا اقبل هذه الكلمة واتعجب وادبدب بقدمى في الارض قائلة كيف خير وانا اتعثر، تقفز الي ذهنى اليوم تلك الصورة واتذكر قول جدتى رحمها الله لعله خير واتنهد واغمض عينى واتذكر نبيّنا صلى الله عليه وسلم وقوله: عجبًا لأمر المؤمن . إنّ أمره كلّه خير، وليس ذلك إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له. ما من وصف يمكن أن يعطى للإيجابية في العمل والسلوك ، والمشاعر أعظم من هذا الوصف أو أبين. فالشكر والصبر، ليسا محض شعور ،بل
هما ممارسة للفعل فكان لا بد من ان نتعرض جميعاً لمثل تلك الاحداث حتى نمارس
تصفق جدتى معلنة بدء حكايتها اليومية اقول في نفسي ليس اليوم فأنا مستاءة فتقول:صلوا علي النبي تعلو حناجرنا اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
كان يا ما كان يا سعد يا اكرام ما يحلي الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام كان فيه ملك يعيش في مملكته وينعم بالخير كله وكان هذا الملك محباً للصيد وكان يخرج للصيد مع وزيره دائماً وفي رحلة صيد تعرض لحادث فقد علي اثره زراعه اليمنى زراعه اليمنى فقال له الوزير لعله خير فقال له الملك أأفقد زراعى اليمنى وتقول لي لعله خير لقد سأمت تلك الجملة منك اين الخير في فقد زراعى وامر بسجنه وعين وزيرا بدلا منه ، وبعد فترة خرج للصيد برفقة الوزير الجديد عجبه غزال فأخذ يطارده واثناء المطاردة للنيل من الغزال خرج من حدود المملكة ودخل ارض اخرى واذ بسكان تلك الارض من آكلي لحوم البشر اخذوا الملك والوزير والتفوا حولهم كوليمة جاهزة للآكل وفوجئوا بيد الملك المقطوعة فتركوه لانهم لا ياكلوا المعيب لكونه بيد واحدة واخذوا الوزير.عاد الملك الي مملكته وكله فرح بأن يده المقطوعة كانت هى السبب في نجاته وعلم مقولة الوزير المسجون لعله خير وافرج عن الوزير وايقن ان الحدث مهما كان مؤلم إلا انه لعله خير
جزاكى الله خيراً يا جدتى ورحمك الله

Monday, March 3, 2008

حجاب المحبة

بعض الحكايات كانت جدتى تحكيها دون أن نطلبها بل كانت تعيدها بالرغم من أعتراضنا ومع مرور الوقت وحينما بدأ الفهم يغزونا كنا نعرف إنها تقصد شخص ما من وراء الحدوته وسواء كان هذا الشخص يعرف إنها تقصده أو لا يعرف فإنها لا تمل ولا تيأس من أن يفهموا فى يوم ما ،وكنا نتبادل النظرات فيما بيننا حينما تأتى إلينا جميلة البيت غاضبة فتنظر إليها جدتى عاتبة ودون أن تسمع تفاصيل غضبتها تصفق بيديها ثم تريحها على حجرها وبصوت هادئ وشبه إبتسامة تقول " صلوا على النبى " وبصوت متردد ينتظر تعليق أو أعتراض من الجميلة الغاضبة تهتف وراءها " اللهم صلى على النبى " ....

كان ياما كان يا سعد ياكرام كان فيه زمان واحدة ست ربنا سبحانه وتعالى إبتلاها بالجمال فنضحك .. فتقول جدتى يا أولاد النعمة ممكن تنقلب نقمة لو تعست صاحبها والجمال دايما يحب المعجبين به ويبحث عنهم ويضيق بتقصيرهم فيتعب من حوله ولا يريح نفسه ولا يفلت إلا عقل راجح وقلب قنوع .... وتلك المرأة كانت تعتز كثيرا بجمالها وتتباهى به وترى أن زوجها أقل الناس إحتفالا بهذا الجمال فهو دائم التقصير فى حقها . وهى ترى ذلك وزوجها يراها لا تهتم بشئ إلا بنفسها وتنتظر العطاء دون أن تبدأ هى به فزاده ذلك إهمالا ونفورا وزادها نفوره إعراضا وترفعا عليه ... لكنها كثيرا ما داهمها ضعفها وأوجعتها وحدتها فكانت تبكى وتشتكى حالها ... وفى يوم نصحتها سيدة عجوز أن تعمل لزوجها حجابا للمحبة يجعله يركع تحت قدميها ويأتمر بأمرها .. أعجبتها الفكرة كثيرا وأنعشها صورة خضوعه لها فنهضت تسأل عن من يفيدها فسمعت برجل مهيب أشتهر برجاحة عقله وحله لأكثر المشكلات تعقيدا فذهبت يملأها الأمل لحل مشكلتها فنظر إليها الرجل وسألها حاجتها فشكت له إعراض زوجها وبخله عليها حتى بالكلام الطيب فسألها إن كانت تلين وهو يقسو فصمتت ..فإن كانت تتدلل وهو يمتنع فقطبت الجبين فأطرق الشيخ وتمتم ..الوجه منور والعقل ملياه التمه ..فأسرعت ترجوه الحجاب الذى يجعل زوجها تحت قدميها ...أطرق الشيخ قليلا وقال لها أراك قليلة الحيله ولن تستطيعى لما أطلب فهما أو تنفيذا فملأها التحدى وقالت بل أمرنى فقال لابد من إحضار ثلاث شعرات من رأس أسد غضنفر .. غلبها خوفها فشهقت فقال ألم أقل لك .. تراجعت وقالت بل سأحاول فقال لها إن أستطعت إحضار الشعرات الثلاث سيكون الحجاب بين يديك ... خرجت من عند الشيخ وبدأت الأفكار تلمع فى عقلها فالشيخ يريدها أن تقترب من أسد للدرجة التى تستطيع بها أخذ ثلاث شعرات من رأسه ... تفكر فى أكثر ما يحبه الأسد ..فذهبت وأحضرت فخدة لحم عظيمة وشوتها وصعدت إلى جبل قريب سمعت أن هناك أسد يرتاده وحينما سمعت صوته يقترب قذفت له بالفخدة وأبتعدت قليلا وسمحت له أن يراها وأنها من أحضرت له اللحم الذى يحبه وذهبت فى اليوم التالى وفعلت نفس فعلتها الأولى وفى اليوم الثالث إقتربت أكثر وجلست على صخرة قريبة منه حتى أنتهى من طعامه وأقترب منها وهى تخبئ خوفها بعيدا عن نفسها وعمن يقترب منها ويملأها التحدى والرغبة الصادقة أن يصفو الزوج وينام بين يديها كما ينام هذا الأسد الآن وبعد ما استغرق فى سباته وهى تربت بيديها على جسده المسترخى شدت كومة من الشعر من رأسه ففتح عينه فى خمول ونظر إليها ثم راح فى نومه مرة أخرى وحينما أتمت مهمتها هرولت إلى الشيخ منتشية بنصرها وفتحت يديها مسفرة عن كومة الشعر أستفسر كيف فعلت فعلتها وحينما أنتهت من قصتها وجدته صامتا فسألته متى ستأخذ الحجاب ..فتعجب منها الشيخ ونهرها قائلا قومى يا إمراة من تستطيع أن تأتى لى بكومة الشعر هذه من رأس أسد لاتحتاج لحجاب ليكون زوجها بين يديها كما كان الأسد بين يديها ....نصفق للحدوته ونلمح فى وجه جدتى تعبير جميل وكأنها قد كتبت عليه " يارب تفهم " فهل فهمت وبمرور الوقت وتكرار الحدوته نعرف أن الحدوته تظل لبعض الناس مجرد حدوته

Saturday, February 16, 2008

شاكر النعمة والحكيم

أن الله عز وجل انعم علينا نعما كثيرة ، ولم يزل ينعم على عباده النعم الكثيرة ، حتى يشكر العبد ربه علي هذه النعم ويحافظ عليها فإذا شكرنا النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها ، ومتى كفرت النعم زالت بعدم شكرنا وحمدنا وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (( ما أنعم الله على عبد نعمة , فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها )) ما كانت جدتى لتقول كل هذه الكلام -وهى من كانت تقول دائماً اكرموا الخبز - بدون ان تبسطه لنا في حكاية من حكاياتها الجميلة لنستفيد منها ونعمل بها كعادتنا معها رحمها الله
تحكى جدتى:-
انه كان هناك رجلاً أعطاه الله الخير الوفير فكان يتفق منه علي بيته واولاده وما يزيد ينفقه علي المحتاج وما من احد يطلب منه الا اعطاه اكثر مما يطلب وكان يقول دائماً ان الله سبحانه وتعالي اعطانا من اجل الانفاق في سبيله وهو يعلم سبحانه المصلح من المفسد وبعد وقت طويل اخذ الرجل يتعب من كثرة المال ففكر في حكيم يحكى عنه ،ذهب اليه وحكى له عن امره واخبره انه مثقل بهذا المال فطلب منه الحكيم ان ياكل خبر ناشف "غير طرئ" فستغرب الرجل ولكنه فعل مثل ما قال له الحكيم وعلي العكس زادت النعمة وفاضت اكثر من ذى قبل فذهب اليه مرة اخرى واخبره بما حدث فسأله كيف تأكل هذا الخبر فقال له لان الخبز ناشف فاخاف ان يسقط منه شئ علي الارض فأضع قطعة قماش مكان اكلي وااكل الخبر وما سقط من فتافيت علي قطعة القماش اجمعه في يدى وااكله واحمد الله علي ما رزق واعطى فقال له الحكيم علمت ان من يحافظ علي النعمة الله سبحانه وتعالي يزيد له في ماله ورزقه كله ومن لم يحافظ عليها زالت هذه النعمة منه وذهبت لمن يحافظ عليها ويصونها وعندم اخبرتك ان تأكل الخبز الناشف قلت ان فتافيت الخبز ستسقط علي الارض ويداس عليها وهذا من كفران النعمة وعليه فان الله سيزيل عنك نعمته فاحمد الله سبحانه وتعالي علي النعمة وعلي انه جعلك من الشاكرين الحامدين المحافظين علي النعمة
فجزاك الله خيرا جدتى وجعلنا الله من الحامدين الشاكرين المحافظين علي النعمة

Friday, February 1, 2008

الكتكوت الفصيح

هذه الحدوتة كثيرا ما كانت تاخذنى بعيدا عن عالمى الذي اعيشه وجعلتنى احب القراءة اكثر واكثر واعرف ان العلم ليس له حدود ومدى تاثير العلم والمعرفة علي شخصية الانسان، وحتى يتغير الانسان لابد من إرادة في التغيير تنبع منه والاحسن ان نغير وان نساعد غيرنا علي التغيير
تحكى جدتى
انه كان فوق سطح بيت صغير عشة خاصة بالكتاكيت كانت صاحبتهم ترعاهم وتنظف لهم العشة وتحضر لهم الطعام يومياً بل كانت في بعض الايام تنظف العشة مرات عديدة ليشب الكتاكيت الصغار علي حب النظافة وكانت الكتاكيت لا تفعل شيئاً سوى اللعب مع بعضها البعض وتمضية اليوم في اللعب والكسل ومعتمدين تمام الاعتماد علي صاحبتهم وكان من بين الكتاكيت كتكوت رافض لهذا الكسل وكان دائماً يحثهم علي عدم رمى الاشياء في العشة والتخفيف علي صاحبتهم وتمضية اليوم في عمل علي شئ نافع ومفيد وكانوا يسخرون منه ولا يلقوا له بالاً وفي يوم من الايام لم تحضر صاحبتهم ومضيت ايام ولم تحضر والكتاكيت علي حالهم لا يفعلون شيئاً قال لهم الكتكوت الفصيح ما بالكم لا تفعلون شيئاً والعشة اصبحت لا يطاق العيش بها كفى بكم كسل لهذا الحد وابدأوا بالتغيير من انفسكم الان نظروا اليه وردوا عليه بسخرية قم انت وابدأ بالتغيير ونحن هنا ننتظر، خرج الكتكوت من العشة وقال لن اعود حتى اعرف انكم ستتغيروا ومشي واذا به يقابل دودة فحب ان يأكلها فأذا بها تقول توقف
انا دودة دودة خيوطى ممدودة اهز الهزة الهوا يتقز
قزة وقزة وشغلتى لذة واهز الهزة الهوا يتقز
فسالها الكتكوت عن معنى الكلام فاخبرته انها دودة القز وان الحرير يستخرج منها وانها مفيدة جداً ففرح واحث ان شئ ما بداخله يتغير واخذ يردد وهو فرحان
يا حلولي يا حلولي حلولي حلولي حلولي ده ايه ده اللي بيحصل لي كل ما اعرف حاجة عقلي بيكبر سنتى وميلى
وبعدها راى ابو قردان فقال له من انت قال له انا صديق الفلاح استخرج الدودة من الارض حتى يشب الزرع ويكبر دون تلف لهذا انا صديق الفلاح ففرح واخذ يردد نفس الكلام السابق
وبعدها راى الحمار فقال له من انت قال انا الحمار انا الذي احمل كل الاحمال علي ظهرى حتى لا يتعب صديقي وانقله الي حيث يريد
فقال الكتكوت لطالما علمت ان الحياة لها معنى اخر غير الاكل واللعب اين اصحابي حتى اعلمهم وحتى اساعدهم ليغيروا من انفسهم ساعود اليهم لنحيى حياة اخرى غير التى كنا عليها فنفيد ونستفيد
رجع الكتكوت الي العشة ووجد العنكبوت ملئها والكتاكيت في حالة مرضية شديدة فحدثهم عما كان من امره وكيف انه لا بد ان نحيا لهدف وليس فقط الاكل واللعب كحالهم وبين لهم ما وصلوا اليه من حالة مرضية بسبب عدم تحركهم وانهم لابد من التغيير ، منهم من وافق ومنهم من لم يوافق وظل علي حاله حتى مات والاخرين عاشوا في العشة ولكن بشكل مختلف اصبحوا ينظفوا لانفسهم ويطعموا انفسهم ويمضوا الوقت في القراءة وعمل الاشياء المفيدة
وتوتة توتة فرغت الحدوتة
تصفيق حااااااااااااااااااااااااد لجدتى

Sunday, January 20, 2008

ياريت اللي جرى ما كان

هذه الحدوته كانت وكأنها إفتتاحية أو تحية العلم لما سيجئ بعدها من طابور الحواديت فكانت جدتى ولخبرتها الطويلة بنا تبدأ بها دون أن تسألنا . مصفقة بيديها معلنة البدء لتنهى حالة الصخب التى نفتعلها ولا أدرى على وجة التحديد سر غرامنا بهذه الحدوته . دعونى أحكيها لكم علكم تعرفون معى لماذا كانت المدخل والبداية ...
" صلوا على النبى " صلى الله عليه وسلم
كان يا ما كان ياسعد ياكرام كان فيه زمان واحد فقير غلبان لايكاد يجد قوت يومه كان يسعى للرزق من فجر يومه إلى أن يغطيه الليل ... لم يكن كسولا لكن الرزق كان ضعيفا ومرت السنون لم يستطع أن يتزوج بمن تؤنس وحدته حتى ضاق به الحال وأعيته الحيلة وفى يوم حاول أن يتلمس بعض الراحة فى المشى والبعد عن مدينته التى غلقت أبوابها دونه حتى وجد نفسه على سفح جبل ووجده يضج بالناس غريبة الشكل يولولون ويندبون حظهم ورغم أنه كان على وشك الندب إلا أن منظرهم كان مثيرا للشفقة وللعجب فأخذ يسألهم عما بهم وهم مغيبين تائهين لايسمع منهم إلا تمتمه حزينة " ياريت اللى جرى ما كان " .... فظل الرجل ينتقل بينهم حتى وصل إلى أقربهم من حافة الجبل وحينما ألح فى السؤال أمسك به وقذف به أسفل الجبل فوجد نفسه فى مدينة أخرى يالها من جميلة . ما هذه الشوارع النظيفة والبيوت الناصعة البياض . فجأة وجد أحدهم يستقبله بحفاوة ويأخذه حيث كبيرهم وكان رجلا بشوشا لايبدو عليه عمر أو مر عليه زمن أكمل الاستقبال وشرح له كيف يتسنى له العيش فى مدينتهم فشكى له رجلنا من ضيق حاله وانعدام أمواله ولكن الكبير طمأنه أن المال ليس هو العملة التى يتعاملون بها . بل أن عملتهم فى البيع والشراء وسائر المصالح هى "الصلاة على النبى " فتعجب الرجل وبدأ بألف صلاة على النبى و أشترط الكبير عليه حتى يستطيع العيش بينهم أن يتزوج منهم فهلل الرجل وسأل إن كان الزواج ضمن وثيقة الصلاة على النبى فأكد له الكبير أن الزواج أولى العقود التى لابد أن تكون بالصلاة على النبى ... هلل الرجل وكبر وسأل عن الكيفية وهو لايعرف أحد فى هذه المدينة .. فدله الكبير على شارع طويل يصطف على جانبيه الحسناوات ... العذراء منهم تحمل " طبق ملئ بالتفاح " ومن سبق لها الزواج كانت تحمل " إبريق ماء " ومن تعجبه بينهن فعليه أن يأخذ مما تحمل وعندئذ ستصحبه الفتاه إلى ولى أمرها . كاد الرجل يبكى من الفرحة فأخيرا سيتزوج ويجد من تؤنسه ، فيقوم الرجل من فوره يمشى فى شارع الزواج وقبل أن ينتصف الطريق تقع عيناه على حورية وأكثرهن كن كذلك وعلى استحياء يأخذ تفاحة فتومئ الجميلة وتسير على مهل ويمشى وراءها حتى يصل إلى والدها ... فيزوجه فى سهولة ويسر على مهر أختار هو آلاف الصلاة على النبى .. ولكن أباها أشترط شرطا وحيدا كى يكملا حياتهما وهو الا يتدخل فيما لا يعنية فوعده بكل خير . وأخذ الفتاه ونزل فى بيت جميل بسيط وعاش لعدة سنوات وكأنه فى جنه الله على أرضه حتى بدأ يزحف على حياته " الملل " آفة البشر فطلب أن يخرج عله يجد فى صحبة الناس بعض التغيير الذى يحتاج إليه
... فحاولت أن تثنية عن رغبته فلم تفلح فذكرته بوعده لأبيها ألا يتدخل فيما لا يعنيه فطمأنها وخرج تملأه رغبة فى مخالطة الناس والائتناس بهم فأخذ يلقى التحية يمينا ويسارا ورغم طيبة الناس بشاشتهم إلا أنه لم يجد منهم من يتواصل معه فالكل منهمك فى شغل ما فواصل السير حتى وجد شيخا عجوزا قصير القامة يلتحف بالبياض يتسلق شجرة عظيمة المهابه .. تعجب لحيوية الرجل وسرعته وتعجب أكثر لما يفعله فقد كان العجوز يلتقط الورقة الخضراء قبل أن تسقط من الشجرة يتأملها ويأكلها ثم يأخذ غيرها جافة صفراء ويلتهمها كسابقتها وقف رجلنا يتأمله حتى أشفق عليه من تعبه فبادره السلام والنصيحة وأن كل ما عليه أن يقطع فرع الشجرة بأكمله ويجلس ويأكل منه ما يريد .. فقطب الشيخ جبينه وأمره أن ينصرف .. وحينما رجع إلى بيته وجد زوجته حزينة وأخبرته أنها قد طلقت فأقسم أنه لم ينطق بالطلاق وكان لابد أن يذهب إلى أبيها وهناك أخبره أنه أخل بشرط الزواج وشرط الأقامة وعليه أن يرد اليمين ويتبقى له طلقتان فقط فيستسلم الرجل ويرد اليمين الذى لم يوقعه ويواصل حياته مع إمراته لايعكر صفوها شئ حتى ينتابه الشوق ثانية لمخالطة الناس ويخرج رغم تحذيرها ويحاول أن لايتدخل فى شئون غيره وتأخذه مناظر المدينة الجميلة حتى يقابل رجل يقف على بئر عميق يمسك فى يده دلو صغير فيملاه مرة لنصفه ومرة أخرى لحافته ومرة ثالثة يخرجة فارغا وهو فى كل مرة يفرغ ما يملأه فى بئر أخر بجانبه فلم يستطع أن يضن بالنصيحة ووقف يشرح للرجل كيف إنه لو أوصل بين البئرين بقناة صغيرة لأجرى الماء بين البئرين ويقابل مرة أخرى بنفس الاستنكار من الرجل ومن إمراته فى البيت ويغادرها ثانية إلى والدها ويرجع اليمين الثانى ويحذره الوالد فلم يبق الإ يمين واحد إذا أوقعة فهو الفراق ... يتشأم من كلام أبيها .. لكنه يتمسك بأمله فى البقاء وتسير الحياة بهما هانئة تحاول هى أن تنسيه أن هناك عالم غيرها ويتسى لفترة طويلة أو قصيرة حتى يخرج للمرة الثالثة تودعة وقلبها يخبرها أن لاعودة ويسير فى أنحاء المدينة يستمتع بكل ما فيها ويذكر نفسه بالشرط المحرم حتى تأخذه قدماه ناحية البحر ولم يكن يعرف أن بالمدينة بحر فيجد على شاطئه سفينة ضخمة وجمع غفير من الناس يصطفون على جانبيها كل منهم يحاول أن يشد السفينة ناحيته . يحاول بكل قوته وكل رغبته والسفينة راسخة على الشط لاتزحزح لأحد .. كاد أن يمشى دون أن يعلق على تصرف الجمع الغفير .. لكنه لم يستطيع .. فهتف أيها الناس لابد أن نتعاون جميعا حتى نستطيع زحزحة السفينة فلنجتمع جميعا فى ناحية ونحاول بكل قوتنا أن نشدها ناحيتنا .. لم يلتفت إليه أحد او يعيروه اهتماما .. غادرهم وفى قلبه وجل مما قد يجد لكنه عند الرجوع لم يجد أحد لا البيت ولا الزوجة فأسرع إلى كبير المدينة يستنجد به فأخبره أنه قضى الأمر وأنه لم يستطع الحفاظ على وعده ولم يفى بشرط البقاء لم يفهم الرجل وظل يقسم أنه لايعرف أحد فى المدينة غير إمراته حتى يتدخل فى شئونه وحاول أن يسترضى الكبير دون فائدة فأمر الله نفذ والنصيب أنتهى ولابد للمكتوب أن يصير ... بهت الرجل لكنه طالب أن يفهم . فذكره كبير المدينة بالمرات التى خرج فيها قائلا ألم تخرج ثلاث مرات وفى جولتك الأولى وجدت الشيخ العجوز يأكل من الشجرة فنصحته أن يقطع الفرع بأكمله فقال الرجل نعم تذكرت لقد كان الرجل عجوزا وأشفقت عليه من تعبه فقال الكبير:- إنه " ملك الموت " وهذه الورقة التى يأكلها إنما هى روح قد فاضت سواء كانت خضراء صغيرة السن أو صفراء بلغ من العمر أرزله وتدخلت أنت وكنت تريده أن يقطع فرع بأكمله ملئ بأرواح البشر .. إرتعش الرجل من فكرة الموت وكيف إقترب كثيرا من ملك الموت طأطأ برأسه وسأل واليمن الثانى كيف وقع فقال له الكبير :- الرجل الذى كان يجلس على البئر يوزع الماء على البئر الآخر لقد كان الرجل يقسم الأرزاق فهناك من يملئ له نصف الدلو وهناك من يملئ له الدلو كاملا وهناك من ليس له رزق فكيف تتدخل فى أرزاق الناس وأسقط فى يد الرجل وواصل صمته وواصل الكبير توبيخه واليوم ألا تذكر ما فعلت :- ألم تجد غير السفينة وناسها .. فحاول يدافع عن نفسه .. ولكنى أصدقهم النصيحة ، لقد كانوا يضيعون جهودهم .. قال الكبير وهو يتحسر على جهل الرجل وعدم تسليمه لأمره لهم .. يامسكين السفينه هى الدنيا وكل من هؤلاء الناس يحاول أن يأخذها ناحيته وكل منهم يتخيل أنها ناحيته ولكنها راسخة لاتذهب لأحد وسيظل الناس يحاولون معها ولن يرتاحوا إلا مع المحاولة والجهد المخلص ليفعلوا شيئاً مع الدنيا . هكذا هى الدنيا وأنت لم تستطيع أن تفهمها أو تفهم ناسها والأن قضى الأمر ومع بكاء الرجل وجد نفسه واقفا على سفح الجبل مع الناس الذين يولولون يبكى مثلهم ويتمتم مثلهم " ياريت اللى جرى ما كان " . رغم دموع الرجل وولولة الناس كنا نحب الحدوته ولم يكن العويل هو ما نرتاح إليه .. لكن الجنه الى نزل فيها وجعلنا نعيش قليلا والحورية التى لازمته والحياة الناعمة التى سيرتها له الصلاة على النبى بل الأكثر من ذلك رجوع الرجل إلى دنياه مرة أخرى وحتى ندمه على ذلك .... ليس شماته ... لكنه رجع لينضم إلينا على نفس الحافة من الدنيا ننتظر الجنة التى قد نذهب إليها معه