Saturday, November 24, 2007

جنون الوز

كنز جدتى لم يكن في كم الحكايات التى تملكه ولا حتى في قيمة تلك الحكايات انما أكثر ما يأثرنى كان ملكه القص وسحر السرد ليس فقط للحواديت وانما للاحداث ولأشخاص يحوطوننا لكننا لا نراهم كما تراهم فعيونها قادرة علي الاختراق وعلي التقاط الحدث ووضعه في كادر المشاهدة والمتابعة والتعليق ولا يخلو كل ذلك من إبداع حقيقي.. ولا ادري ان كانت كل الاحداث حقيقية ام مؤلفة ولكن المؤكد كان وجود بطلة حقيقية ودائمة لتلك الاحداث وهى للمفارقة الاخت الصغرى لجدتى إلا انها كانت علي النقيض منها شكلاً وموضوعاً.. فلم تملك جمال جدتى بوجهها المضئ وشعرها الحريري الدائم الهرب من محاولة خنقه في جدائل وقورة ولا تملك الملامح الناعمة التى تنطق طيبة ورضا بل كانت تلك الملامح تشي بالحب الذي غمر جدتي من كل من حولها خاصة جدى الذي ظل لاخر ايامه يطعمها بيديه بل ويغسل يدها ويجففها بنفسه نوع غريب من الحب كانا يتبادلاه وس كثير من الغمز واللمز لمن حرموا نعمته.
احسب ان كل هذا الحب الذي احيطت به جدتي اعطاها جمالا علي جمال وحضوراً طاغ لعقلها وحكمتها.
أما اخت جدتى فكانت صغرى اختين كلتاهما جميلة اما هى فقد تميزت بروح متمردة قوية جعلها لا تأبه كثيراً بالجمال المكسور الذي رشحها لرجل وقور كان قد خطب اختها الكبرى ولموتها المفاجئ عرضت عليه الصغرى كبديل للفقيدة وقد قبلها الرجل من باب الادب مع العائلة إلا انه لم يحتمل كثيراً خفتها ولم تحتمل هى وقاره فطلقا سريعاً في زمن عز فيه الطلاق, ولخفة ظلها كان يتهافت عليها كل بيت في العائلة ان يستضيفها عدة ايام تلون فيه البيت الذي يستضيفها بلون المرح والفرح الحقيقي حتى تزوجت ثانية بآخر وكان هذا الاخر هو البطل الثانى لحكايات جدتي:- ودى بقي حكاية اليوم
تحكي جدتي ان ابنتها الصغرى(وهى بالمناسبة امى) ذهبت لزيارة خالتها وكانت امى هي الدلوعة الشرعية للعائلة بأكملها وهى في هذه الفترة طفلة في السابعة من عمرها صغيرة وجميلة تعشقها خالتها وتريد ان تكرمها من اجل خاطر الام البادئة دوماً بكل خير اخذتها تقضي يومين في ضيافتها ومنذ اللحظة الاولى اعلنت حالة الطوارئ في البيت البسيط. تنهر زوجها علي عدم الاهتمام وتزجر اولادها ليظهروا الفرحة الواجبة بالضيفة الغاليةواخيراً يلهمها الله ان تصنع وليمة كبيرة للضيفة العظيمة ولم يكن امامها إلا ذكر الوز الذي يدخره زوجها للاحتفال بأول ايام رمضان فقامت تذبحه وتعلن ان رمضان جاء بمجئ الطفلة الجمية ويصرخ زوجها ويقسم ألا يحدث هذا ابداً.. تهدئ هى من روعه وتفهمه ان الوزة كانت تعانى في الفترة الاخيرة وان صحتها ليست علي ما يرام وان الاصوب ان تذبحها وهويقسم وهى تحاول حتى استسلمت اخيراً وأمنت علي قسمه حتى ارتاح وتركها لينام قليلاً وحينما قام وجد زوجته هادئة وقد اخذت ابنة اختها في حضنها تضاحكها وأولادها يملاؤن البيت ضجيجاً وفي وسطهم وقفت الوزة تضرب رأسها في الجدار مرة وفي الارض مرة والرجل يحاول اللحاق بها والربت عليها ثم يصرخ في زوجته وقد غاظه هدوءها فقالت له انه لم يصدق انها مريضة ففزع الرجل وقال انها تبدو كالمجنونة واخذ يحثها علي ذبح الوزة ورجاها ان تلحقها بالسكين فقامت تدعى التثاقل وهو يحثها وهى تتثاقل حتى ذبحت الوزة وكللت الوليمة واجتمعت عليها شمل الاسرة.
تضحك جدتى علي اختها وعلي الفكرة الخبيثة التى جعلتها تدس عود الكبريت في انف الوزة وجعلها تتراقص ذات اليمين وذات اليسار وجعلت الرجل يضحى بوزة رمضان ويأبى في نفس الوقت ان يأكل من الوز المجنون

Tuesday, November 20, 2007

الصياد والوزير2

كنا وصلنا لفين ..لفين..لفين..أه ...فابتسم الصياد قائلاً إن كلام صاحبك لا يقدر بمال وعبث بلحيته قائلاً : لكنه يقدر بذهب فهم الوزير مقصده وأخرج من عبائته كيساً مملوءاً بالذهب وأمره أن يفهمه فقال أي سؤال تقصد فسأله ماذا تعنى ان الأربعة تحوجك للأربعة قال الصياد عندى أربعة من الأطفال يحوجننى أن أشتغل الأربعة فصول حتى في برد الشتاء القارص وأنا اجلس انتظر الرزق قال الوزير:سألك عن الاحباب فصمت الصياد فحثه الوزير ان يكمل فأشار الصياد للوزير أن يكمل هو الاخر تقدير لما يقول فأخرج كيساً أخر من الذهب

قال سألنى عن :أسنانى أحبابي وقد عرف انهم تفرقوا من فراغ فمى فأسرع الوزير يخرج كيساً اخر وسأله عن البعيد الذي اصبح قريباً فقال كان نظري حاداً اري به البعيد فأصبحت لا أري إلا القريب وواصل الصياد وواصل الوزير أما الاثنين فهما قدماى وأصبحوا ثلاثة بتلك العصا التى أتوكأ بهما فأسرع الوزير يسأله عما سيبيعه رخيص فقهقه الصياد وقال لقد عرف الملك أنك لا بد ستأتينى فوصانى ألا ابيعك الكلام رخيصاً وأجبته ألا يوصى حريص فأقسم الوزير أنه لم يكن ليحتاج النصيحة وتركه وانصرف... نهلل ونصفق ونفرح للصياد وأفرح انا كثيراً لابتسامة جدتى التى لم تكن ترتسم إلا حينما تستطيع ان تسمع منا هذا التصفيق

Saturday, November 17, 2007

الصياد والوزير

كان لابتسامة جدتى سحر خاص بها كنا احياناً نستجديها منها فرغم روحها الجميلة إلا ان الحزن كان يسكن ملامحها ويرتاح فيها ولا نعرف سبباً لذلك.
إلا ان الحكمة الحاضرة لهموم العائلة التى لا تنساب إلا بين يديها فتحاول فضها كما تفض تلك الخيوط المتشابكة التى قلما تخلو منها يديها ويصير جميل تنحج دائماً في صنع شلالات من الخيوط الرفيعة إلا ان هموم العائلة دائماً تعصاها.. وتظل جدتى تلتمس الحل حتى وان كان فكرة في حدوتة, ضحكة قديمة, أحجية , لغز أو ابتسامة تنثرها تبدد همومها لكن ابتسامتها لم نكن نلمحها إلا عندما تثير انبهارنا.. تفرح كالاطفال حين نهلل لأحاجى الكلا م اوما لا نفهمه ونطالبها بالشرح وبالاعادة حتى للحدوتة المعادة.
فتقول صلوا علي النبي وتسرع حناجرنا اللهم صلي عليه:
كان يا ما كان كان فيه ملك عظيم كثيرا ما يخرج هو ووزيره يتفقد الرعية وبطبيعة الحال لا يكونون علي نفس الحال فالملك يلبس شاهبندر التجار ووزيره احد التجار وفي يوم واصلا السير ناحية البحر فوجدا صيادا عجوزا يصطاد فألقيا عليه السلام وسأله الملك عما اجله للصيد في هذا الوقت من الليل والبرد فابتسم العجوز وقال عندى اربعة يحوجننى للاربعة فبادله الملك الابتسام وسأله عن الاحباب فهز الصياد رأسه وقال اتفرقوا وازى البعيد فأجابه اصبح قريب طيب والاثنين فقال بقوا ثلاثة فغمزه الملك قبل ان يلقى عليه السلام وقال متبعش رخيص فطمأنه الصياد وقال متوصيش حريص وانصرف الملك والوزير يستوقفه مذهولاً عن معنى الكلام فكشر الملك عن انيابه ووبخ وزيره قائلاً: أيفهمنى صياد بسيط ويقف وزيرى يغيب عنه الفهم..اذهب ولا ترجع إلا ويملأ رأسك الفهم أو لنرى ما نفعل غير ذلك. رجع الوزير سريعاً إلي مكان الصياد وحمد الله علي انه مازال جالساً وكأنه ينتظره بل هو بضحكة الصياد أيقن أنه ينتظره فسأله الوزير عما دار بينه وبين الملك فابتسم الصياد قائلاً.... وعلشان مطولش عليكوا نكمل بقي المرة الجاية

Friday, November 2, 2007

التحايل والفساد في حواديت زمااان

لا اذكر ان كلمة الفساد أو الرشوة جاءت علي لسان جدتى لكنى اظنها كانت لا بد ان ترد وهى تحكي لي هذه الحدوتة إلا انها كانت تحكيها في بساطة جعلتنى اشعر ان الفساد وقت الحدوتة التى كانت تحكيها جدتى كان هو السائد والقبول والمتداول.
تحكي لي جدتى ان امرأة ذهبت للقاضي تريد ان تقتص من زوجها الذي يأبى ان يعترف بالولد الذي رزقت به منه ومع ان الولد للفراش إلا ان هذا الرجل الظالم ابي ان يعترف بالولد لسبب بسيط انها رزقت به بعد ثلاثة اشهر من الزواج!!!!!!..
دخلت أمرأة تدق الارض بقدميها فتثير جلبة لجرأتها واقتحامها وعين لا تطرف عن القاضي واجهته وأمرته" بص لي وانظر حالي وأتأمل ما بين سناني" فلمح القاضي ملاحة في وجهها وجنيهاً ذهبياً بين اسنانها فقطب جبينه وسألها حاجتها فأسرعت تحكي انها تزوجت هذا الرجل وهو يأبى الاعتراف بالطل فصرخ الرجل 3 أشهر يأتون بطفل فكذبته قائلة بل كان الزواج يا سيادة القاضي في طوبة وطباطب وطبطبت له يبقوا كام فقال 3 أشهر وأمشي وشراشر وشرشرت له وكده ثلاثة والعيد وبنات الاعياد واللي دخلت به يبقى تسعة يا سعادة القاضي فصرخ فيه القاضي أن يحمل طفله ويرحل بأمراته ويعتذر لها.... نكمل بقي التدوينة الجاية.....

انا وخالتي وجدتى

بصراحة الفكرة في انى اعمل مدونة لحكايات جدتي في تفكيرى من فترة طويلة وفي يوم اتصلت بخالتي وحبيبة قلبي وقولتها اية رايك في عمل مشترك بينا اصل خالتي حبيبتى كاتبة وبتقول كلام يمس القلب بصحيح واسلوبها مختلف تحس وانت بقرأ انك في عالم اخر وتحس باحاسيس مختلفة بين الواقع والخيال والاحلام وطريقة سردها للاحداث مختلف عنى كثيرا لانها تهتم بالناحية الادبية اكثر من الاخر تحس بالرقي في كتاباتها وهبقي اعرض بعض كتاباتها لو اذنت لي طبعاً

بصراحة خالتى مكدبتش خبر ووافقت اصلها حبيبتى طبعاً وكتبت اول حكاية ،انا افتكرت بعض من حكايات جدتي بس مش كلها فهى فكرتنى بيها وقولنا نبتدى بيها وعلي بركة الله تعالي

ملحوظة نسيت اقول لكوا ان جدتي المقصودة هى جدة والدتى وتوفاها الله عام 1982 وعلشان كده افتكر بعض الحكايات وخالتى تحتفظ بالكم الاكبر وعلشان جدتى طريقة سردها للاحداث والحكايات مختلف فظهرت الحكايات او الحواديت كما نسميها مختلفة وان شاء الله هتتأكدوا انها مختلفة

ممكن نبتدى؟؟؟؟؟ً